إن هذا النسيم العليل وتلك النغمة الكونية الهادئة تغمرني بالسلام ..إنني أصفح صفحا جميلا، وأتمنى أن يغمر هذا الكون البائس كون من الحب والتسامح، ويعيد كل واحد منا حساباته ويراجع مشاعره ..لنبتسم في وجه ثقيلي الظل .. ولنعانق أبغض الناس إلينا معانقة مشتاق.عسى إن قدمنا قربان محبة يغمرنا طوفان منها.

كان يستيقظ بعد منتصف الليل لكي ينظر إلى وجهها وهي نائمة ..!إنها تبدو أكثر سحرا، وأشد أنوثة وجاذبية، ولكن ليس هذا سبب نظره إليها في هذا الوقت، بل لأنه الوقت الوحيد الذي يأمن فيه قوة عينيها الفتاكة... فإنه ما نظر فيهما قط إلا نفذ سهم إلى قلبه فأصابه الوهن كأن الجبال خرت عليه وتساقطت كسف السماء على صدره..وما كان هذا من جمال خلقتها فحسب... فهي امرأة عادية الجمال... لكنها كانت سامية النفس طيبة الروح ..فيها معان الجمال والسحر والأنوثة والفضيلة..لقد كانت إنسان كما يجب أن يكون الإنسان..

تعتاد الألم ..تتجرع خيبة حتى تكاد تستسيغها فيملأ القدر كأسك بالمزيد..يا له من احباط يحاصرك ويحكم قبضته حولك باستمرار .. وكلما خرجت هائما فارا من الاختناق الذي يحاصرك أدركت الحقيقة الفجة.."لا مكان تذهب إليه" تقف كتمثال رخامي في تلك الساحة بعد منتصف الليل تغمض عينيك تحاول فقط أن تستعيد شيئا من الشغف لتخطو بأي اتجاه قبل أن تتجمد في مكانك.لكنك تشعر بالعبث اللا متناهي في روحك .. والشتات الكبير في نفسك .. قلبك يؤلمك النار تستعر في صدرك والضباب يلفك .. تتحسس قلبك.. تخر من وطأة الوجع.. تستنشق الهواء بصعوبة تغمض عينيك تعلن استسلامك .. فتقابل بضحكة ساخرة..ومن قال لك أنك في حلبة مصارعة هنا لا استسلام هاك تجرع المزيد..تفيض نفسك فتبكي بحرقة ثم تفكر فيما فقدته وما بقي وتتبدى رغبتك في انهاء كل شيء والهروب للأبد من هنا.. لكنك لا تقوى على الوقوف مجددا فتفترش الأرض وتنظر للسماء وتسترخي لتشعر أن خلايا دماغك تتبخر ..تشعر بالدوار لا تستطيع المقاومة فتغلق عينيك ثم يسكن كل شيء ...لو كنت في كابوس لعين ستستيقظ ساجدا شاكرا أيا كان واقعك الذي تحياه ..ليته يكون كابوسا.

إنه ليتفق للمرء من فرط جمال النجوم أن يحتضن الهواء معالجا طربه من هزة هذا المنظر في القلب!كذلك لما طل علي القمر كنسمة رقيقة في قيظ شديد، اهتزت شغاف قلبي، وارتعد نبضي وحلقت روحي سابحة في هوة سحيقة. ألم بي شعور غريب لا أدري كيف أعالجه.فما ينفعني لو احتضنت الهواء أو ضممت القمر أو قبضت على النجوم حتى!إنك يا نعيمي وشقائي تحملين في معانيك الشمس .. وتحوذين في عينيك نوع فريد من معاني القوة الخارقة! ذلك الوهن الممزوج بالاستهتار في نظرتك .. وتلك الرقة المشوبة بالدلال في ملامحك .. وهذه الأنوثة المتوهجة في إشراقتك .. إن جمالك طاغ فلا يستوعبه قلبي أو تحتويه مقلتي أو يحيط به شعوري..إنني ساكن أتأوه أتفهم قول نزار:-والصمت في حرم الجمال جمال...إنك بحق يا جميلتي أروع أستاذ للشعر! ذلك أنك بإطلالة واحدة منك جعلتني أعرف معنى الشعر وأتفهم كل الشعراء وهان في عيني جنون قيس ومعاناة كثير!لقد فهمت قول جرير أخيرا:إن العيون التي في طرفها حور .. قتلننا ثم لم يحيين قتلانا.يصرعن ذا اللب حتى لا حراك به .. وهن أضعف خلق الله أركانا.

Bazz Logo Download

استكشف محتوى ممتع ومشوق

انضم لأكبر تجمع للمجتمعات العربية على الإنترنت واستكشف محتوى يناسب اهتماماتك

تم نسخ الرابط بنجاح تم نسخ الرابط بنجاح
لقد تم ارسال الرمز بنجاح لقد تم ارسال الرمز بنجاح