منذ سنة

وقد أدى حمل الدعوة الإسلامية إلى التقاء الإسلام بحضارات وديانات الأمم المفتوحة. وبما أن القرآن الكريم، إلى جانب احتوائه على العقائد الإسلامية قد احتوى على ذكر العقائد المخالفة لها، وعلى ذكر الحُجج الداحضة لها، فقد ترتب على هذا الالتقاء صراع فكري بينه وبينها. فكان هذا من العوامل التي أنهضت عقول بعض المسلمين للبحث في العقائد الإسلامية وكيفية الدفاع عنها ضد العقائد المخالفة لها، ومنها الفلسفة اليونانية التي تسلح بها النصارى للوقوف في وجه دعوة الإسلام. وأدّى ذلك إلى حركة ترجمة ناشطة انتقلت من خلالها الفلسفة اليونانية إلى من اشتغل بهذا الأمر من المسلمين، فكان لها أثرها في إيجاد ما يسمّى بعلم الكلام والطرق الكلامية.

منذ سنة

لقد مضى زمن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، والمسلمون على عقيدة واحدة، هي ما جاء في كتاب الله وعلى منهجه. فهم قد أدركوا زمان الوحي وشرف صحبة صاحبه، وأزال نور الصحبة عنهم ظلام الشكوك والأوهام. وكان إيمانهم من القوة بحيث لا يثير فيهم أية أسئلة مما فيه شبهة التشكيك. لم يتكلّفوا العلم الذي لم يعلّمه الله العباد، وكانوا أبرَّ هذه الأمة، وشهد لهم الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بالخيرية. فكانت طريقتهم في الاعتقاد وفي تبليغها أسلم وأحكم وأعلم من كل طريقة سواها. وكيف لا؟ وهي طريقة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وعلى منهج القرآن الكريم. فبها يحصل الشفاء والهدي والعلم واليقين. وبها ينقلب المسلم طاقة جبارة تدفعه للدعوة بقوة، سيرته في ذلك سيرة الرسول صلى الله عليه وآله سلم وصحابته. وقد انصرم القرن الأول للهجرة كلُّه وتيار الدعوة يكتسح أمامه كل شيء. والإسلام يؤدى للناس في فهم مُشرق، وإيمان عميق، ووعي مدهش.

Bazz Logo Download

استكشف محتوى ممتع ومشوق

انضم لأكبر تجمع للمجتمعات العربية على الإنترنت واستكشف محتوى يناسب اهتماماتك

تم نسخ الرابط بنجاح تم نسخ الرابط بنجاح
لقد تم ارسال الرمز بنجاح لقد تم ارسال الرمز بنجاح