منذ سنة
منذ سنة
منذ سنة
منذ سنة

لست على "أدب"، ولست ضليعة في اللغة ولا شأو لي في كتب ويكتب وكتابة ، ولا شأن لي في مراتب البيان ودرجاته ، ولاباع لي في بلاغة القلم وفصاحة اللسان، لست على شيء من هذا .. وليس مثلي من يجرؤ أن يفتح فاه في الرافعي وكتاباته ، كيف ذلك وأنا المسلسلة بأخطائي اللغوية المتناثرة هنا وهناك ، وأنا المغبونة بهفواتي التعبيرية المبعثرة في سحنات نصوصي كالبثور والثآليل .. ولكن شهادة لله وللتاريخ وللعالم بأسره.. من قارئة قد تكون كليلة البصر ، عليلة القلم، ركيكة اللغة، لثغاء اللسان ، لا تفرق بين الغث والسمين ، ولا تعرف القاصي من الداني ، ولا يُرجى منها خير ولا شر.. إني أشهد أن كتابات الرافعي فيها من التكلف ما قد يغمر الأرض ويفيض عنها إلى الأراضين الست الأخرى ، فيها من المبالغة ما يمخر السماءويعرج فيها ! أبحث عن الصدق في كتابات الرافعي فلا أجد سوى اللغة ، أبحث عن التجربة الشعورية فلا أجد سوى البيان ، أبحث عن عمق روحه وأصالة فكره فتحجبها عني اللغة ، استعارات متراكبة بعضها فوق بعض، تقرؤها فكأنك تنظر إلى الشمس وتطيل النظر، حتى إذا أبعدت عينيك عنها أصابك عمى مؤقت من غزارة الأنوار ، بل أكثر من ذلك حين تقرأ للرافعي وكأنك تزدرد حبة بقلاوة جزائرية كثر عسلها وطفح على حوافها وفاض ، فتخنقك غزارة الحلاوة، فلا تفتأ تبحث عن شربة ماء تخمد بها نيران حلقك .. وأي شربة قد تكفيك "حرقة" البلاغة وأنت تغرق حتى ناصيتك في بيان الرافعي ؟ لا مهرب ولا مناص ! لو صح للرافعي رحمه الله أن يشتغل في مهنة أخرى من مهن الحياة الدنيا لكان "حلوجي" من الطراز الأول، أوصانع زلابية من العيار الثقيل ، وفي أحسن الأحوال كان سيكون صاحب مصانع للحلويات والسكاكر ، يُشار إليه بالبنان على أنه المسؤول الأول عن السمنة والبدانة الأدبية في البلاد ، بما يحشوه في نصوصه من بيان معسول يضر ولا ينفع، وتنفخ الفكر دون أن تشد عضده بعمق المحاكاة ، و قوة الإيحاء وجلاء الصورة، و عبقرية الفكرة، وصدق الحرف .. لقد تعب الرافعي كثيرا وهو يحاول أن يزين نصوصه كما تزين قوالب الكعك ،وأغرق كل كتاباته في بحور من الجماليات الصورية الحلوة ، فوقع في فخ الافتعال والتكرار والابتذال ، تحس وأنت تقرأ له أنه يلقي بسكاكره في قوالب غيره باحثا عن الإبهار والانبهار، مفتشا عن شهقات الإعجاب وتصفيقات القراء والمعحبين .. تتملى في مواضيعه فتحس بضياعه وهو يبحث عن أي شيء يظهر عبره بلاغته اللغوية وفهلوته الأدبية ، تارة تراه يكتب عن الحب وتارة يكتب عن ومضات تاريخية.. ألم أقل لكم ؟ من يبحث عن القوالب هو صانع حلوى وليس صانع أدب.. والتجربة الشعورية أوالفكرية هي التي تفتضي حضور اللغة وليس العكس! لا ألوم مي زيادة حين تجاوزته وغيره إلى جبران الشاهق الشفيف العميق ، لقد كان لديها من الفراسة مايكفي لتفضل صانع الفكر والأدب الصميم على بائع السكاكر الأدبية، فالأدب أولا وأخيرا أكبر من مجرد استعارة وفهلوة لغوية .. إنه تجربة إنسانية صادقة وعميقة تحنطها اللغة بأرق مافيها ..! ملاحظة : كلامي هذا سيغضب بعضا من مدمني السكر الأدبي الذين انتفخوا بفهلوة الرافعي .. ولهم أقول لقد كفيتكم عناء هجائي بمقدمة أعلاه ترضيكم وتزيد ..وشكرا ..😅(أحد نصوصي التي استطعت إنقاذها من فيسبوك) #أول_كتاب_قرأته #NSoumer #باز_يجمعنا

Bazz Logo Download

استكشف محتوى ممتع ومشوق

انضم لأكبر تجمع للمجتمعات العربية على الإنترنت واستكشف محتوى يناسب اهتماماتك

تم نسخ الرابط بنجاح تم نسخ الرابط بنجاح
لقد تم ارسال الرمز بنجاح لقد تم ارسال الرمز بنجاح