كانتا دولتي الفرس والروم من أقوى الدول ،وكانا بينهما من الحروب والقتال ما يكون بين الدول المتوازنه ،كان أهل الفرس مشركين يعبدون النار ،بينما أهل الروم ينتسبون الي أهل كتاب من التوراة والإنجيل ،فكان المؤمنين يحبون غلبتهم وظهورهم على الفرس ،وكان المشركون لاشتراكهم مع الفرس على الشرك يحبون ظهور الفرس على الروم ،فظهر الفرس على الروم وغلبوهم غلبا لم يحط بكل ملكهم بل بأدني أرضهم (غلبت الروم ،في أدنى الأرض )ففرح بذلك المشركون في مكه ،وحزن المسلمون، فأخبرهم الله ووعدهم أن الروم ستغلب الفرس (وهم من بعد غلبهم سيغلبون ،في بضع سنين) لا ينقص على ثلاث سنوات ولا يذيد عن عشر ،وأن غلبة الفرس للروم وغلبة الروم للفرس كل ذلك بأمر الله (لله الأمر من قبل ومن بعد )فليس الغلبة والنصر بمجرد وجود أسباب وإنما هي لابد أن يقترن بها القضاء والقدر (ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله ينصر من يشاء) يفرح المؤمنون بانتصار الروم على الفرس وإن كان الجميع كفارا (وهو العزيز الرحيم)

مما قرأت اليوم وأنقله للفائدة لو انتصر الحق دائماً لامتلأت صفوف الدعاة بالمنافقينأيبقي أبو جهل في مكة ويخرج منها رسول الله صل الله عليه وسلم مهاجراً إلي المدينة؟!!نعم فذلك لا يعني انتصار الباطل وإنما ليعلم الناس أن صاحب الحق مبتلي وأن بقاء الظالم لن يطول وأن الحق منتصر ولو بعد حين ..أيُهزم المسلمون فى أُحد وفيهم رسول الله صل الله عليه وسلم ؟!!!نعم ليعلم المسلمون أن النصر ليس بوجود النبي صل عليه وسلم بينهم وحسب، بل إن النصر يأتي بفعل ما أمر به وترك ما نهي عنه …كان المسلمون منتصرون فى معركة أحد حتى خالف الرماة أمره صل الله عليه وسلم، ونزلوا لجمع الغنائم ولو التزم الرماة بأمره ما هُزم المسلمون ..يقول ابن القيم رحمه الله : لو انتصر الحق دائماً لامتلأت صفوف الدعاة بالمنافقين ، ولو انتصر الباطل دائما لشك الدعاة فى الطريق ..ولكنها ساعة وساعة فساعة انتصار الباطل تغربل الدعاة وساعة انتصار الحق فيها يأتي اليقين …يقول الحق تبارك وتعالي :(ما كان الله ليذر المؤمنين علي ما أنتم عليه حتي يميز الخبيث من الطيب )

Bazz Logo Download

استكشف محتوى ممتع ومشوق

انضم لأكبر تجمع للمجتمعات العربية على الإنترنت واستكشف محتوى يناسب اهتماماتك

تم نسخ الرابط بنجاح تم نسخ الرابط بنجاح
لقد تم ارسال الرمز بنجاح لقد تم ارسال الرمز بنجاح