الود

تَوَلعتُ في حُبِّ شخصٍ كُنت معهُ الطرف الذي يهرعُ ليمنح الحنوِّ و العاطِفة ، يهروِلُ للعطاءِ و المُبادرة ، يتغاضى عن الأفعال السيئة و الاساليب الجارِحة و المُعيبة ،يتناسى و يغفِر و يفصحُ عن كُل سلوكٍ خادشٍ يبدُر ، إستنزفتُ طاقتي كُلها بهذهِ العلاقة ، حتى تجرَّدتُّ منها ، و هذا الجانب السيء في محاولة التصفيق بيَدٍ واحِدة ، أن تُعطي دونَ أن تأخذ أن تمنح الوُدَّ دونَ أن تُجازى بِوِد ، الى أن يأتي ذلك الشخصُ الذي سيُحبك بصدق ، لكنه سأيتي في الوقت الذي يكون قلبك قد جمُد و إستُهلكَ في تلك العلاقة ، أي لَم يعُد صالحاََ للحُب من جديد .

لستُ بالشخص المثالي؛ ولا أريد أن تراني هكذا، أنا شخص بسيط للغاية، أحب طبيعتي وأكره التصنُّع لأجل نيل الإعجاب، أؤمن بأنَّ عين المُحب ترى في العيوب جمال، كلامي ليس منمقًا ولا أعرف المجاملات، أحب الكلام الطيِّب ولكن أكره النفاق، لا أميل للكثرة بل تكفيني القلة الصادقة، ولا تلفتني الهدايا الباهظة بقدر ما يعنيني صدقها، أحب بصدق، ولا أستطيع أن أزيِّف شعوري أبدًا، أبذل كل طاقتي لإسعاد الذين أحبهم، وأملك قلبًا بسيطًا، يصفو سريعًا ولا يعرف الخصام، ويتغافل من أجل إبقاء الود . .

‏كل ألفاظ الوداع مُرة، والحروب مُرة، والموت مُر، والشوق مُر، وكل شيءٍ يسرق الإنسان من الإنسان مُر.