غرباء

يا من أشرقتَ بنور شمسك دروب التائهين، وأوقدتَ بنارها همم الخاملين، وحشرتَ بغروبها كل العالمين، يا عين المبصرين وبصيرة الحيارى وحيرة المنكرين. لولا حتمية الرجوع إليك لانفطر الفؤاد، يا قبلة العُبّاد ومُنى العشاق وصاحب الغرباء وحبيب المنبوذين. لولا حقيقة الوقوف بين يديك لاحترق القلب، يا سند العاجزين، ومقصد المضطرين، وأعدل القضاة، وعقاب الظالمين. لولا ديمومة ملكك لحارت العقول، يا باعث الحياة ومحيي الموتى، رب السماوات ومسيّر المخلوقات، يا عقل الكون ومدبّره. فيك الكتابة والقصيد، فيك التغني والنشيد، ولك العبادة والإنابة، وبك التقوي والتصدي والتحدي والشجاعة

"عَافاني اللَّهُ وإيَّاكُم من سوءِ المُنقَلب، من أنْ نغدو أشخاصًا آخرين غيرَ الذينَ كُنَّا، أنْ تُهَانَ المبادئُ فينا، أنْ نَكونَ في موضعِ التَنازُلِ دائمًا غيرَ مُعارِضين، عَافانا اللهُ من موتِ الضَّمير ، أنْ نُخطِئَ و نحنُ مُطمَئنينَ بلا خَوف، من أنْ نكونَ بشرًا بِلا حُدود، من أنْ نَنَامَ و نَصحوا و نحنُ مُلَطَّخينَ بالذنب، عَافاني اللهُ و عَافاكُم من أنْ نَتَغيرَ للحدِّ الذي يَجعلُنا غُرَباءَ عن أَنفُسِنا، تائِهينَ بدُنيانا لا شيءَ يَردَعُنا، لا قِيَمًا تَسنِدُنا ولا أَخلاقًا من قذارِة القاعِ ترفَعُنا، فاللَّهُمَّ ربَّ القلوبِ و الأحوَال، ثبِّتْ أَفئِدَتَنا على أفضلِ حال"🤍

رِفقا بنا أيتها الحياة ..فنحن لسنا كسابق عهدنا ..أشياء كثيرة تغيرت فينا فصرنا غرباء عن أنفسنا ..وكأن شيئاً سرقنا من أنفسنا ..لقد أكل منا الزمن وشرب من أرواحنا ..ولم يعد لدينا طاقة لهذا الزمن ..