.. أما اليوم فكأنما أصاب الناس سُعار من الجحيم فلا يبرحون بين عمل دائب، وهَمٍّ ناصب، وطمع شره، وتنافس دنيء، وعداوة راصدة. ثم فشا الطب ففشا المرض، وانتشر العلم فانتشرت الجريمة، وفاض الخير وغاضت البركة، واستبحرت المدنية المادية فخَفَت بين ضجيجها الآلي صوت الضمير، وهلك في عبابها المزبد سلامُ النفس. وكان الظن بالمدنية والعلم أن ينزعا من نفوس بني الإنسان غرائز الحيوان، ويهيئا لهم حياة الجنة التي حرمتهم إياها رذيلة الطمع. فهل رُفع الإيمان من الأرض حتى عم الناس هذا البلاء، وأصاب العلماء منه ما أصاب الجهلاء؟".—————-أحمد حسن الزيات - مقال عام 1937م
نسخ الرابط