الواقعيه

على العكس تماماً، ينفي ماكوفر أحد كتاب سيرته الذاتية، كونه بطلاً يستحق العبادة، ويصوره على أنه الجلاد الذي لا يرحم. يجادل المعارضون بأن في كثير من أنحاء أميركا اللاتينية، الثورات المستوحاة من تشي كانت نتيجة عملية لتعزيز النزعة العسكرية الوحشية والصراع الداخلي لسنوات عديدة. ألفارو فارغاس لوسا من إحدى المعاهد المستقلة افترض أن أتباع غيفارا المعاصرون «يخدعون أنفسهم بالتشبث بخرافة» بينما وصف غيفارا بأنه البروتستانتي الماركسي الذي استخدم سلطته العقائدية لقمع المعارضة، في حين عمل أيضاً بدم بارد مما أسفر عن قتل. كما اتهم لوسا غيفارا «بالمتصرف المتعصب» باعتباره الركيزة الأساسية للسوفييت في الثورة الكوبية، وتكهن بأنه تابع مجموعة من الواقعية تؤمن بالعقيدة الإيديولوجية العمياء. غيفارا لا يزال يشكل شخصية مكروهة في أوساط كثيرة من المجتمع الكوبي في المنفى الذين ينظرون إليه بعداء ويسمونه جزار لا كابانا. حفيد غيفارا الذي يعيش في المنفى - كانك سانشيز غيفارا - أصبح أيضاً في الآونة الأخيرة من أشد منتقدي النظام الكوبي الحالي.

تعلن المقاومة عن عملية نوعية في تلال كفرشوبا المحتلة أسفرت تن تدمير آليتين عسكريتين ومقتل وجرح من فيهما، وشرحت مجريات العملية وتصرف جيش الاحتلال الذي أقام ستارا دخانيا وهبطت مروحيات الانقاذ في المكان.بيانها واضح، ومن المؤكد أنها وثقت العمل.جيش الإحتلال سارع إلى الاعتراف، لكنه استخدم لغة "منمقة" للتقليل من حجم العملية، ومواصلة سياسة التكتم على الخسائر.إذ يقول جيش الإحتلال الإسرائيلي: لقد رصدنا إطلاق صاروخين مضادين للدروع سقطا على جبل دوف وقصفنا مصدر إطلاق النيران، مما قصفت مدفعيتنا منصة لإطلاق الصواريخ في منطقة شبعا.هو اعترف بسقوط صاروخين، لكن لم يقل ماذا استهدفا، ولم يتحدث عن خسائر، ولم يقل أين سقطا، حتى لم يقل "منطقة مفتوحة".هذا أمر متوقع، لكن الأمور تحسب بالنتائج الواقعية والحقيقية، لا بالبيانات "المنمقة".من المؤكد أن المقاومة تحتفظ في جعبتها "توثيق للكمين"، هكذا عودتنا.

أما العلمانيون فموقفهم واضح مهما حاولوا أن يتزيوا بزي الإسلام، سواء منهم من أراد حصره في الاعتقاد القلبي وحده، أو كان من "المتساهلين!" الذين قد يسمحون -على مضض- بشيء من الشعائر التعبدية إلى جانب الاعتقاد القلبي بشرط ألا يتجاوز الأمر -في جميع الأحوال- ذلك النطاق المحدود إلى أمور الحياة الواقعية، والسياسة بصفة خاصة، فهي أخص ما يجب أن يُبْعَدَ عن الدين، ويبعد الدين عنه! منعاً من "التطرف" ومنعاً من الرجوع إلى "الأصول" التي أنزلها الله؛ ليلتزم بها عباده المؤمنون!