ريفيوهات_موسم_الجواي...#
بانتهاء حفل الأوسكار بالأمس وإعلان GREEN BOOK أفضل فيلم في عام 2018 كده تكون نهاية تغطيتي لموسم الجوايز تحت هاشتاج #ريفيوهات_موسم_الجوايز الحمد لله قدرت اراجع 20 فيلم و 3 سجلت ريفيو في نقاط الافلام كانت علي النحو الاتي:1-22 JULY2-BLACKKKLANSMAN3-DESTROYER4-AT ETERNITY'S GATE5-A STAR IS BORN6-GREEN BOOK (وتم تعديلها )7-VICE8-BOHEMIAN RHAPSODY 9-MARY POPPINS RETURNS 10-COLD WAR11-ROMA ( وتم تعديلها )12-THE GUILTY13-FIRST MAN14-THE FAVOURITE 15-IF BEALE STREET COULD TALK16-CAN YOU EVER FORGIVE ME17-THE BALLAD OF BUSTER SCRUGGS18-BEAUTIFUL BOY19-ISLE OF DOGS 20-FIRST REFORMEDالفيلمين الي كتبت ريفيوهاتهم في نقاط 1-SPIDERMAN INTO THE SPIDER VERSE2-RALPH BREAKS THE INTERNET 3-THE WIFEاتمني اني أكون وفقت في كتابة مراجعات الأفلام دي وإنها تكون عجبتكم ونالت رضاكم وأي تقصير أو عيب في أحد الريفيوهات فأنا لسه بستفيد وبتعلم شكرا لكل واحد دعم الهاشتاج ودعم الفكرة وان شاء الله نلتقي في الموسم الجديد من ريفيوهات موسم الجوايز وشكرا ليكم #ريفيوهات_موسم_الجوايز
تم صباح اليوم إسدال الستار علي حفل الأوسكار الذي يقام بدون مضيف للحفل وذلك لم يحدث منذ حفل سنة 1989 لكن في إعتقادي الشخصي الحفل كان جيدا ومقدمي الجوائز من النجوم والمشاهير إستطاعوا إحتواء الحفل بتقديم مثالي لكل جائزة في إشارة إلي إمكانية الاستمرار علي هذا النهج في المواسم الاحقة.لكن ما زالت ظاهرة مخالفة التوقعات آمرا متكررا من قبل المصوتين علي الجوائز المختلفة والنشاز عن الفوز المنطقي للبعض وذلك ينبع من الضجة السياسية التي طالت الأوسكار في الأعوام الأخيرة ومحاباة بضع أفلام خصوصا من تحمل في طياتها مواضيع تمس طائفة معينة في المجتمع الأمريكي حتي وإن أكد الجميع علي جودة تلك الافلام لكن ليست بالضرورة الأجدر بالفوز.BLACK PANTHER كان ظاهرة ذلك الموسم والذي لم يتوقع الكثيرين بذلك الإهتمام الزائد بالفيلم الذي يحمل الصبغة الأفريقية برغم قيمة الفيلم وتميزه في نواحي عدة إلا أن الضجة التي أثارها الفيلم عشية عرضه بالصالات كانت سببه في حصد جوائز علي حساب من يعتبر من أبرز افلام العام وأكثرهم تفردا في العناصر السينمائية المختلفة مثل THE FAVOURITE الذي كان يستحق الفوز بجائزة أفضل تصميم إنتاجء وهو الذي تدور أحداثه في حقبة زمنية تحتاج إلي مجهودات عدة لإبراز ذلك الطابع الملكي لملكيات الدولة البريطانية في ذلك الوقت وهو ما نجح فيه صناع THE FAVOURITE بجدارة.كذلك الحال فيما يخص الموسيقي التصويرية فقد تصور البعض أن ذلك العام عام الموسيقار "نيكولاس بريتل" الذي قدم موسيقي شاعرية أثقلت الشق الدرامي لأحداث IF BEALE STREET COULD TALK بالإضافة إلي مساهمته في وضع موسيقي VICE الذي كانت متميزة رغم عدم ترشيحه عنها لكن جاء فوز "لودويج جورانسن" بالجائزة ليؤكد علي تأثر أعضاء الأكاديمية بالضجة التي تحوم حول BLACK PANTHER وربما يعكس ذلك تخوفهم من غضب البعض منمن يثيروا آراء تخص التعصب الطائفي والتمييز العنصري بحق أفلام ذوي البشرة السمراء. ربما يستحق الفيلم ذلك التقدير علي مستوي تصميم الازياء الأفريقية بألوانها الصراخة وأناقتها الفريدة من نوعها التي تعكس ثقافة شعب وإختلافها عن المتعارف عليه في إختيار الملابس المناسبة.ومن ظواهر مخالفة التوقعات فوز BOHEMIAN RHAPSODY بجائزة أفضل مونتاج علي حساب ذو المونتاج الكثيف VICE ويعتقد أن تناول الموضوع لمثلية FREEDY MERCURY حتي وإن تم التطرق إليها بسطحية نسبيا سبب في فوز الفيلم بالجائزة رغم استحقاق VICE أو حتي THE FAVOURITE وذلك لبس غريبا علي الأكاديمية وهي التي تميل لمثل تلك المواضيع الشائكة ولم يخلو حفل من فيلم أو اثنين ينالا نصيبا كبيرا في الترشيحات والجوائز.ليس هذا فحسب، فالكثيرين تنبأوا بفوز "كريستيان بيل" عن VICE وهو الذي يترشح في فئة الممثل الرئيسي لأول مرة بعد 3 ترشيحات في فئة الممثل المساعد لكن استطاع "رامي مالك" خطف الجائزة رغم استحقاقه لها بأداءه الإستثنائي لكن لو فكر البعض في السبب لرجحت كفة سياسة الأكاديمية في الآونة الأخيرة. بعيدا عن المحاباة الطائفية، فشهدت الجوائز انتصار غير متوقع ل"أوليفيا كولمان" علي حساب "جلين كلوز" التي كان يتوقع خبراء السينما والأوسكار نيلها للجائزة بعد عدة ترشيحات لم يكن لها نصيب في الفوز بأية جائزة لكن برغم ذلك لا شك أن "كولمان" تستحق الفوز بعد آدائها القوي في THE FAVOURITE وخطفها للأضواء والتقدير النقدي بجانب الثناء الجماهيري.ربما الحسنة الوحيدة للأكاديمية انتصارها للمنطق في إعطاء جائزة أفضل فيلم لGREEN BOOK فهو يعتبر الفيلم الذي يستحق لقب "فيلم الأوسكار المثالي" في طرحه للرسالة بشكل ممتع سينمائيا ومثقل دراميا برغم التاكيد علي مدة جودة ROMA واعتباره انتصار ساحق علي ممارسات "ترامب" بحق المهاجرين المكسيكين لكن هنا ابتعدت السياسية وضرب بها عرض الحائط لينتهي الحفل علي إيقاع فوز GREEN BOOK الذي استحق كل ما لقاه من ثناء جماعي سؤال من نقاد أو جمهور عاشق للسينما الدرامية التي كانت ولا زالت تمتلك ما يمكنها أن تسعد الجمهور به في أفضل فترة في العام فترة "موسم الجوائز". #ريفيوهات_موسم_الجوايز
#ريفيوهات_موسم_الجوايز الريفيو العشرون والاخيرTHE BALLAD OF BUSTER SCRUGGS (عالم ال"كوين" العبثي) بالبحث الدقيق عن أصول افلام الاخوة "كوين"، ستجد أمامك عوالم سينمائية لا تعطي للنمطية منفڏآ لفرض السيطرة علي المجتمع ليعيش خلاله البشر بأسلوب موحد لا يمكن الإنشقاق عنه تحت مسمي "القوانين التي تضمن مثالية الفرد وتحقيقه لأهدافه بأسلم الطرق". فمن وجهة نظر ال"كوين" هناك ثغرات تعري تلك الأيديولوجيات التي تدعي الضمان الكامل لأريحية الفرد وسلامة موقفه نفسيا وإجتماعيا. وتلك التفاصيل الصغيرة مهما كانت فحواها لن يدركها سوي من يعي بخبايا الواقع الحالي وأحس بوجود شئ من العبث او نتاج من الفوضي تجاه ما يفرضه العالم من سياسات وقوانين تدعي حماية البشرية .لكن برغم ذلك كان مصير الفرد المدرك بفظاعة ما يحدث من حوله هو الدخول في دوامة من التخبط وعدم فهم لوضعه خلال المجتمع مما يحتم عليه المضي بإستقلالية تأثيرها المتلاحق مبهم للغاية سؤاء أكان بالسلب أو بالإيجاب. فما أدركه الإخوة "كوين" وقدموه في أفلامهم خصوصا في تسلسلات النهاية يعكس غياب الصحوة التي تقلب الأمور رأسا علي عقب وينتصر الموت وغيره من شرور الدنيا إنتصار ساحقآ. .لذلك كان الغرب الأمريكي منفذ ال"كوين" للتعبير عن مبتغاهم في إظهار عبثية الحياة وغياب المنطق وعدم الشروع في إحداث ثورة علي الواقع المؤلم الذي يشد الخناق علي البشر كحبال الشنق التي تستخدم وقت الحكم بالإعدام. فالغرب الامريكي بيئة صحراوية قاحلة لا تحكمها قوانين ولا تفرض علي أناسها السير علي منهاج محدد. فالفردية شعار الجميع والبقاء للأقوي فكرة تترسخ بقوة في الأذهان مما يجعل الموت مثيرآ محتومآ للكثيرين في ظل تلك الوحشية القاتلة بجانب الإنعزالية المميتة والتي تفتح ذراعيها لحياة تغيب فيها الإنسانية ويشرد فيها العقل عن محاولات إصلاح النفوس البشرية مستمرآ في محاولات التأقلم وتحقيق المبتغي الشخصي حتي لا يكون فريسة سائغة لانياب الموت الذي يطيح بالجميع ويحيط بهم إحاطة الحيوان لضحيته.ست حكايات غير مترابطين قصصيآ لكنهم متشابهين في جوانب عدة كالنطاق الزمني والمكاني للأحداث التي يتخذ من بيئة الغرب الأمريكي أساسآ لعكس وجهة نظر ال"كوين" تجاه عبثية ذلك الواقع المظلم خلال والوعي الكامل بالفوضي علي المستوي الفكري والعقائدي بجانب فقدان التواصل مع مجريات ما يحدث في العالم الخارجي. ففحوي كل قصة تحتوي قدرآ كافيآ من التفاصيل التي تسلط الضوء بما يكفي علي ما يدور بعقل الشخصيات ونظراتهم التشاؤمية التي تعكس اليأس التام من ما تم زرعه من قيم بهذا العالم وعدم جدوي تحقيق واقع ملموس يحدث إنقلابآ نوعيآ علي الأوضاع الراهنة.ربما يتخيل للبعض ان ال"كوين" اللذان يغرسا باستمتاتة تلك المفاهيم بأفلامهم ويبرزوها بكثافة في أعمالهم قادرين ولو مرة علي الخروج عن المعتاد تقديمه بأستمرار في أعمالهم الدرامية وإظهار التحول الهائل علي الصعيد الفكري والمعنوي بجانب إحتمالية إحداث نوعآ من التغيير الجذري الذي يعطي دافعآ كبيرآ للثورة علي عبثية الواقع وقسوته المفرطة مع تطور الشخصيات بالتزامن مع ما يواجهوه من مفارقات لكن يبقي الوفاء لأساسيات الفلسفة الفكرية والاستمرار في تكرار تقديمها سينمائيآ طاغيآ ويزداد وضوحا مع توالي المشاريع السينمائية ليظل ال"كوين" في إصرار علي إظهار ذلك الفشل في الوصول الي صيغة معينة للإنقلاب علي الوعي الذاتي المدرك لعدم جدوي تلك الحياة البائسة وتكون نهاية كل حكاية من الحكايات الست متشحة بالسواد كعادة أغلب نهايات أفلام ال"كوين" .برغم ذلك يبقي تميز النص السينمائي والأجواء المنفصلة لكل حكاية تعطي الفيلم مذاق خاص للإستمتاع به رغم ظلامية فكرته التي تعبر عن الرؤيا الخاصة لصانعيه.مجملآ ، سيظل ال"كوين" ظاهرة سينمائية خالدة في تاريخ هولييود بتلك النقلة النوعية في سينما الواقع والحياة بما يمتلكون من قدرة علي عكس زوايا الواقع الآليم الذي يعيشه الكثيرين و قدرة علي دمج الرؤي الفكرية الخاصة داخل شريط سينمائي خلاب يصنف ضمن الافضل العام الماضي علي مستوي جودة النص السينمائي الملم بالعديد من العناصر التي تطرح الفكرة بأسلوب فريد من نوعه يضمن الرضا الذاتي الطامح لقضاء وقت ممتع في مشاهدة عمل سينمائي يطرح رسالة معينة يجب تدبرها بالكامل نظرا لإنعاكسها الملحوظ علي العالم الخارجي وما به من تطورات عدة علي الصعيد الأخلاقي والإجتماعي.
اعادة نشر ريفيو ROMA بعد تعديلات في بضع أجزاء المراجعة القديمة #ريفيوهات_موسم_الجوايز ROMA (حكاية شعب)الواقعية تعتبر أحد فئات السينما التي من الممكن ألا تلقي القبول او الثناء الكافي من قبل الجماهير قاصدي صالات العرض من أجل الترفيه والاستمتاع بوجبة سينمائية دسمة لا تخلو من الاثارة وعناصر التسلية و تشبع رغباتهم في قضاء وقت ممتع بعيد عن واقع الحياة المرير وما به من صعوبات وتعثرات تثقل من كاهل المرء بحمل ثقيل علي كتفه وتدخله في دوامة من الإحباط والإنكسار النفسي والمعنوي.لكن علي النقيض تشهد تلك النوعية من الافلام اهتمام كبير من قبل النقاد وبالتحديد في آواخر كل عام المعروفة بإسم "موسم الجوائز" التي لا يمكن ان يخلو من فيلم او اثنين في ذلك الوقت يتميزا بامتلاك المقومات الأساسية لبناء حبكة مستمدة من مقتطفات من حياة واقعية يومية تشكل إلهاما لصانع الفيلم لكي يحصد نوعا من التقدير الفني بقدرته علي صياغة عمل سينمائي يصعب علي الكثيرين تقديمه إلا لو كان ذو مهارة وخبرة فنية كبيرة في المجال السينمائي.أدرك المخرج الإسباني "الفونسو كوارون" أنه قد حان الوقت لكي يستغل الرواج الكبير لتلك المدرسة السينمائية وأن يحقق حلمه بتقديم فيلم مقتبس من أحداث من واقع طفولته يعود به كوارون الي نشأته الأصلية في المكسيك بالتحديد في بداية السبعينيات مستعينا بذاكرة امتلئت بمواقف عدة شهدها "كوارون" نفسه ولعبت دورا كبيرا في تكوين الأحداث الرئيسية للفيلم لكن تحدي كوارون الأصعب تمثل في صياغة الواقع بأسلوب سينمائي مناسب لينجح (كوارون) في تكرار إنجاز"GRAVITY" وتقديم تحفة فنية ستظل خالدة في أذهان الكثيرين مصبوغة بإنجاز مبهر علي المستوي التقني من ما مكن الفيلم من حصد ثناء النقاد نتيجة براعة (كوارون) في طريقة إخراجه للعمل بجانب تميز النص السينمائي الذي كتبه (كوارون) أيضا.(كوارون) إتخاذ عدة قرارات لشكل المشروع الخاص بROMA حتي لا يقع في فخ النقد بل إهتم بتقديم عمل ذو طابع فريد و بنمط مختلف في الأجواء العامة والمضمون القصصي والأسلوب التقني فبالكشف عن مفردات التجربة نجد أن "كوارون" قرر تجربة تصوير الفيلم بمفرده دون الاستعانة بالحائز علي جائزة الاوسكار (إيمانويل لوبيزيكي) والذي تعاون معه (كوارون) سابقا وذلك نبع من تتبع شكل معين في طريقة ظبط إيقاع التصوير الإختيار الأمثل للزوايا التصويرية لإضفاء لمسة جمالية علي مشاهد الفيلم والتقاط كل صغيرة وكبيرة بها سلاسة كبيرة في حركة الكاميرا وإنتقال سهل وبإنسيابية مبهرة بين اللقطات البانورامية الاستكشافية الطويلة " LONG TAKES"" واللقطات القريبة "CLOSE UP" التي تكشف عن حالة الشخصية النفسية وما يمكن أن تحمله الصورة من معاني لتلك الحالة يستطيع المتفرج من خلاها أن يحدد موقفه سؤاء بالتعاطف او بغير ذلك.إختار (كوراون) كذلك استخدام اللون الابيض والأسود كلغة تصوير أساسية للفيلم وإضافة لمحة من النوستالجيا لتسلسلات الأحداث والنهج الروائي المختار كشكل من أشكال السرد فنحن بصدد تجربة تطلعنا عن ما يدور في ذاكرة (كوارون) والحياة المكسيكية بشكل عام في تلك الفترة الزمنية بما فيها من ظواهر إجتماعية وسياسية متعددة.علي عكس شخصيات عالم السينما الواقعية التي يهوي صناعها تكوين شخصيات مقاربة لهم لكي تكون المحرك الأساسي للأحداث ،أحب "كوارون" أن لا يكون البطل شخصية مشابهة له حينما كان صغيرأّ في العمر بل فضل تصميم شخصية البطل شبيهة لآحد المقربين له ممن تركوا أثرأّ كبيرأّ في حياته كالخادمة (ليبو) التي كان يرتبط بها (كوارون) ويعتبرها والدته الثانية والتي بطبيعة الحال يهديها الفيلم بعد ظهوره أخيرأّ علي شاشات السينما أثناء عرضه لفترة محدودة. ومن هنا يأتي دور (كليو) الخادمة المنتمية للسكان الأصليين والتي من خلاها نري ما يريد (كوراون) إيصاله من تفاصيل جذرية في حياته وسرد قصص من واقع ما خاضه وهو في ريعان الشباب فيحسب ل"كوارون" ماحققه من توازن في عملية الإبداع في كتابة المواقف المستمدة من أحداث حقيقة و أيضا إختيار الشكل المناسب للشخصيات المفترض ان تخوض التجربة بكل ما فيها من مفارقات.ربما عجز (كوارون) عن شيئين كانا من الممكن ان يحققا الرضا الكامل عن التجربة ولكن لن ينقصا إطلاقا من انجازات الفيلم ومميزاته الملفتة للانتباه وهما:1- إضفاء طابع ملحمي بعد الشئ علي الاحداث أسوة بأفلام اخري مثل MANCHESTER BY THE SEA و THREE BILLBOARDS OUTSIDE EBBING MISSOURI فالاحداث هادئة بشكل كبير رغم زرع بضع خطوط تعقيدية ل (كليو) خلال مسار الاحداث لكن أختار (كوارون) ان تتماشي قصته بايقاع بسيط وغير صارخ ومتماشيا مع فكرة سرد الواقع بدون تحريف او إضافة طابع سينمائي ملحمي متناغم مع الاحداث الأساسية يضاف إلي ذلك رغبته بتكوين شخصيات إنفعالاتها محدودة بعض الشئ.2-عدم ارتباط نسبي بشخصية "كليو" رغم الاداء التمثلي الجيد خصوصا ل""ياليتستا اباريسيو"" التي تقف لاول مرة أمام الكاميرا ولكن تميزت بامتلاك وجهأّ كان يحمل زخم تعبيري مميز تارة يميل الي الحزن الدفين وتارة يوحي بالبراءة والطيبة الشديدة والحب للحياة والمجتمع الصغير الذي تعيش بوسطه فكان هناك إحساس بسيط بوجود حاجز "ليس بالعملاق" موجود بينها وبين المتفرج نتيجة هدوء الطباع التي فرضها "كوارون" علي "كليو" وإهتمامه بتثبيت إيقاع الفيلم ليكون هادئ بدون تواجد لأي موسيقي تصويرية او مشاهد تبعثر من ذلك الهدوء الذي يسبق العاصفة بجانب إهتمام (كوارون) بسرد القصة بكامل تفاصيلها وغدوها متماسكة الأحداث والتفاصيل النابعة مما يعبر عن وجهة نظر "كوارون" الخاصة وابراز الجانب التقني الذي يعتبر من اهم ايجابيات العمل ومن أفضل ما قدم علي مستوي التصوير في الفترة الأخيرة.ففي السينما بشكل عام، الإرتباط بالشخصيات عنصر أساسي للتفاعل وجذب تعاطف المشاهد مع بطل الحبكة وما يواجهه من صعوبات وهذا لم يأخذ من تفكير (كوارون) إلا قليلأّ فحين تشتد الصعاب وتتشابك الاحداث بعد الشئ خصوصا في نصف الفيلم الثاني تجده يعود بهدوء شديد الي الايقاع الأساسي للاحداث رغم تصاعد الرتم نسبيا في آواخر الفيلم من ما أعطي الحبكة دفعة الي الإمام ولو بالقليل بدلأّ من غدو مشاهدها متشابهة نسبيأّ. لا شك ان "ROMA" ليس فقط حكاية شخص شاهد وعاصر الكثير في طفولته فأراد ان ينفس عن ما كان يدور في مخيلته، بل من الممكن اعتبارها (حكاية شعب) بما فيه من ممارسات وظروف اجتماعية وسياسية ونفسية طغت خلال تلك الفترة من الزمن والتي كانت سببا في جعل (كوارون) مهووس بتقديم تلك اللمحات الواعية في شكل عمل سينمائي لن ينسي من ذاكرة المتابعين والذي سينال نصيب الاسد في ترشيحات الأوسكار هذا العام لما فيه من إنجازات فنية واخراجية كبيرة ستغير فكر من يمقت السينما الواقعية ويعتقد بكونها مملة وغير مرضية للأذواق.
نسخ الرابط