منذ 5 سنوات

في يوم الاسير لا بد للقيد أن ينكسر مهما طال ظلم السجان اتحدث اليوم عن يوم مشهود في حياة الشعب الفلسطيني والعربي ، انه يوم الاسير ، هو يوم حافل ، حيث نقف امام عمالقة هذا الشعب الصامد على أرضه هؤلاء القابضين على الجمر خلف القضبان, يعيشون المعنى الحقيقي للحرية الآتي لا محالة، هو يوم يقف الشعب الفلسطيني فيه وقفة العزة والفخار ، هو تاريخ شعب يعيش ابنائه في الزنازين في عتمة ليل تلوَن بالسواد الكاحل على مدى عقود من الزمن، حيث نقش اسرى واسيرات الحرية على الصخر أروع ملحمة في تاريخ الشعوبنقف امام مناسبة عظيمة تشكل نموذجاً يُحتذى بها ، وتجربة يُستفاد منها ويُبنى عليها نحو تطوير الحراك الداعم والمساند للأسرى الابطال والاسيرات المناضلات ، وهذا يستدعي جهود فلسطينية من قبل السفارات والدبلوماسيين والجاليات الفلسطينية لتساهم في التأثير على الرأي العام في الوطن العربي والاسلامي والعالمي ويزيد من مساحة التضامن مع الأسرى وقضاياهم العادلة . وامام مناسبة يوم الأسير الفلسطيني هذا العام نرى ما يتعرض له الاسرى والاسيرات حيث يعيشون في ظروف بالغة التعقيد، ووسط تجاهل قضيتهم على المستوى العربي والعالمي، أكثر من ستة آلاف أسير فلسطيني منهم مائتان وسبعة وستون طفلا واربعة واربعون امراة يقبعون خلف القضبان والأسلاك الشائكة، ويعيشون الألم والمعاناة لحظة بلحظة على أمل أن يبزغ فجر الحرية، أمهات وأطفال وزوجات ينتظرون بفارغ الصبر عودة الأحبة إلى حضن الأسرة الدافئ، وهنا السؤال: ما هو واجبنا تجاه قضية الأسرى؟ وكيف يمكن إبقاء هذه القضية في الصدارة؟ ووقوفا إلى جانب الذين ضحوا بالغالي والنفيس من أجل حريتنا وهم ينتظرون استشراق شمس الحريةمن هنا نقول لم تعد تنفع البيانات والمواقف الموسمية في التعاطي مع قضية آلاف الأسرى في معتقلات الاحتلال الصهيوني، خصوصاً أن الأرقام إلى ازدياد، ولا يمر يوم دون أن يقدم العدو على ممارسة الاعتقال، وهي جريمة ترتكب على مرأى من العالم كله ولا من يسأل أو يحاسبلذلك نرى ان القيادة الفلسطينية ممثلة برئاسة السيد الرئيس ابو مازن والقوى الفلسطينية كافة مدعوة إلى فعل مغاير إن كان هناك حرص جدي على تحرير الأسرى من المعتقلات النازية الجديدة، فعل يرتقي إلى مستوى هذه الجريمة التي ترتكب في حق الشعب الفلسطيني كله، لأن هذه المأساة تغطي عموم الفلسطينيين، سواء أكانوا في الضفة أم في قطاع غزة أم في الجزء من فلسطين الذي احتل عام 1948ان هذه القضية يجب أن تتصدر الاهتمام اليوم وكل يوم إلى أن يعود كل فلسطيني إلى أسرته وبيته وأرضه ، ويجب أن تتعاطى القوى الفلسطينية معها بما تستحق من اهتمام، واللجوء إلى خطوات عملية تفرض على هذا العدو تحريرهم،لأن قضية الأسرى تحتاج إلى تضحية وإلى إقدام وإلى خطوات مسؤولة وشجاعة، والخروج من أسر اللامبالاة في التعاطي معها، من خلال تقديم ملف الاسرى الى محكمة الجنايات الدوليةفي ظل هذه الظروف تعجز الكلمات عند الحديث عن الأسرى في يوم الأسير الفلسطيني والعربي، ، لأن كل الكلمات تقف حائرة ونحن نعبر عن معنى السجن وعذاب السجان، وتعجز أكثر عندما تريد التعبير عن بطولات الأسرى وصمودهم وتحديهم، بمواجهة إدارة السجون التي لم تميز يوماً في تعاملها وقمعها بين معتقل وآخر ، فالكل مستهدف ، وهم اليوم يستكملون مسيرة الدفاع عن كرامة وشموخ وكبرياء الشعب الفلسطيني والعربي خلف القضبانونحن نفتخر بلا حدود بهؤلاء الأبطال في يوم الأسير الفلسطيني والعربي، ونقول لا بد للقيد ان ينكسر ،رغم أنف السجان والاحتلال وغطرسته، ومن هنا يقف القادة المناضلين عنفوان فلسطين احمد سعدات الامين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وفارس الانتفاضة مروان البرغوثي عضو اللجنة المركزية لحركة فتح ورموز النضال فؤاد الشوبكي و باسم الخندقجي وسامر العيساوي والقادة وأعضاء المجلس التشريعي وكافة الاسرى والاسيرات بمواجهة الواقع المرير ، رغم تصاعد تلك الإجراءات بحقهم لتصل في مرحلة متقدمة إلى التصفية الجسدية ، ولهذا نقول بأن هناك خطر حقيقي على حياتهمفي هذا اليوم العظيم نقول ان استمرار اعتقال ابناء شعبنا لا مبرر له حتى وفقاً لقوانين الإحتلال الظالمة وما يتخذ ضدهم العدو الصهيوني من اجراءات ، إنما هي بمجملها اجراءات سياسية انتقامية ثأرية بالدرجة الأولى تستهدف اضطهاد شعبنا وابنائه واسراه ، في ظل انحياز مجتمع دولي لمصلحة الاحتلال ان عزل المناضلين واتخاذ اجراءات عقابية بأشكال جديدة بحقهم ، يجب ان ينقلنا من ردات الفعل الى العمل الممنهج المتواصل والمتراكم من أجل حرية كل الاسرى والاسيرات ، لأن هذا الإحتلال لا يميز في تعامله ما بين أسير وآخر ، فالكل مستهدف ، والكل يتعرض لصنوف مختلفة من التعذيب النفسي والمعنوي والجسدي ، وحقوقهم الأساسية تُنتهك وتُسلب على مدار اللحظة ، بدءاً من أشكال الاعتقال ومروراً بالتعذيب واستخدام القوة المفرطة وصولا الى الحرمان من الزيارات والعزل الإنفرادي والتنصل من توفير الإحتياجات الأساسية للأسير من مأكل ومشرب وعلاج الخمن هنا نطالب بفضح تلك الإنتهاكات ، باعتبارها ترتقي إلى مصاف جرائم حرب ، وليس هناك من تشابه على الإطلاق ما بين الواقع المرير للسجون والمعتقلات الإسرائيلية من كافة النواحي وما بين نصوص المواثيق والإتفاقيات الدولية، وهذا يستدعي منا تدويل هذه القضية ، بما فيها استخدام آليات وأدوات نضالية جديدة ، فهؤلاء اعتقلوا وأفنوا زهرات شبابهم في سجون الاحتلال، ومنهم من تحرروا بعد مضى عقود وسنوات من أعمارهم وخرجوا مرضى وهم يعانون من اوضاع صحية ، فيما لا يزال الالاف منهم قابعين في غياهب سجون الاحتلالان هؤلاء المناضلين والمناضلات يشكلون بصمودهم عنوان القضية الفلسطينية ، وهم مفخرة لكل فلسطيني وعربي ، كيف لا وان فلسطين أنجبتهم ، ليثأروا بنضالهم لكل من هو فلسطيني وعربي عانى من الإحتلال وبطشه وبالتالي؛ ان النضال من أجل حرية الاسرى ، هو واجب وطني وعلى الجميع العمل بهذا الإتجاهوامام هذا اليوم العظيم نتوجه بتحية الإكبار والإجلال والتقدير للحركة الأسيرة وشهدائها وقادتها وفي مقدمتهم الامين العام لجبهة التحرير الفلسطينية القائد الشهيد الكبير الاسير محمد عباس " ابو العباس " الذي استشهد في أقبية التحقيق ومعسكرات الاعتقال في العراق وهو يواجه الجلاد المحتل الامريكي الصهيوني الذي لم يتمكن من كسر إرادته حيث شكل باستشهاده شاهداً على حقيقته العنصرية الإجرامية ، والقادة الشهداء عمر القاسم ووليد الغول وقاسم ابو عكر وابراهيم الراعي والعديد من الشهداء الذين رسموا لنا الطريق من اجل استعادة كافة حقوقنا بإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس رغم كل الظروف المؤلمة التي نمر بهاوغني عن القول نقول بكل وضوح ان هناك امانة يجب ان نمضي فيها من اجل الحفاظ على دور الحركة الاسيرة بكافة هيئاتها ومؤسساتها ولجانها باعتبارها تشكل من خلال تمسكها بارثها النضالي العريق ومسيرتها الرائدة نقطة تحول مضيئة بحمل الامانة في الدفاع عن كل الاسرى والمعتقلينولذلك أسجل للاسرى المناضلين كل الفخر والاعتزاز وهم يصمدون على مرضهم واوجاعهم ، ونقول لنرفع الصوت عاليا للتضامن معهم من اجل نيل حريتهم، هؤلاء المناضلين الذين لعبوا دورا طليعي حفاظاعلى سنديانة جبهة التحرير الفلسطينية ومبادئها وأهدافها الوطنية والقومية والأممية ،في هذا الزمن العربي الرسمي الصامتْ المحكوم بأفكار الظلام والتخلف والخضوع باسم الواقعية والهبوط السياسي الانتهازي امام ما يسمى صفقة القرن، فهم سيظلوا نبراسا مضيئا يتحدون ظلام المرحلة وهبوطها بمثل ما نتحدى بشاعة الانقسام ، وهذا يستدعي منا استعادةروح شعبنا واستنهاض مسيرته الثورية حتى تحقيق الأهداف الوطنية المشروعه في الحرية والاستقلال والعودة التي استشهد من أجلها الآلاف واعتقل واسر ايضا الالاف من ابناء شعبنا من أجلهاأن يستمر نضالنا المشترك ليس فقط من أجل التضامن معكم ولكن من أجل حريتكم وكل رفاقنا وإخواننا الأسرى لنفرح معاً ونواصل النضال من أجل الحرية والعودة وإقامة دولة فلسطين الديمقراطيةومن خلال كلمتي هذ اتوجه بالتحية لكافة اسرى واسيرات الحرية الابطال الذين آمنوا بأن النضال داخل قلاع الأسر ليس بأقل من خارجه وهم يخوضون معركة الحرية ، ويتطلعون الى تحريرهم وعدم ابقائهم رهينة في قبضة الإحتلال لعقود قادمةوهنا تنحني الهامات، ونحن نقف وقفة شموخ امام هؤلاء الأبطال الأسرى والاسيرات في سجون الإحتلال ، الذين هم بحاجة ماسة لوحدتنا وللعمل الجدي من أجل اعادة الإعتبار لقضيتهم على كافة المستويات وتجنيبهم آثار الإنقسام وتداعياته الخطيرة ، وتفعيل الأنشطة المساندة لهم ولقضاياهم العادلة وفق خطة استراتيجية متكاملة تعتمد على العمل التراكمي في الفعل ، وبالإستعانة بمؤسسات حقوق الإنسان وهي كثيرة ورائدة في فلسطين ، ففعلنا ضعيف لا يوازي حجم الجرائم التي ترتكب بحق أسرانا ، فلننفض غبار الكسل ولننطلق صوب الفعل المؤثر لدعم الأسرى البواسل الذين يتعرضون للقتل البطيئ من خلال منظومة من الإنتهاكات الجسيمة والقوانين التعسفية والجرائم متعددة الأشكال ، وبذلك نكون اوفياء لقضية الأسرى ومتابعة الدرب الذي ساروا عليه وحملوا القضية التي اعتقلوا من اجلها، نطالب بحريتهم بعد ان دفعوا الثمن الذي يمكن آن يدفع في سبيل الأهداف التي امنوا بها وهي تحرير الارض والانسان،وليس تقديم التنازلات، ومن اجل استمرار نضالنا من أجل حريتهم نواصل النضال من أجل تحقيق الحقوق المشروعه في العودة وتقرير المصير وإقامة دولة فلسطين كاملة السيادة وعاصمتها القدسختاما :تحية وفاء وتقدير واعتزاز إلى الأسرى البواسل والاسيرات المناضلات في سجون الاحتلال في فلسطين والجولان، تحية إلى كل اسرة أسير ، في يوم الاسير. ونقول هؤلاء الاسرى الذين يصنعون بعزيمتهم وابتساماتهم رسالة الامل رغم عتمة السجن وقيد السلاسل ، لذلك لابد أن تشرق الشمس ولا بد لليل أن ينجللي ولا بد للقيد أن ينكسر فمهما طال ظلم السجان ومهما طال الزمان ومهما استمرت المعاناة والظلم والقهر والاستبداد فلابد أن تفتح أبواب السجون وتنكسر إرادة الجلاد آجلا أم عاجلا #معركة_الكرامة٢ #انا_على_باز

منذ 5 سنوات
منذ 5 سنوات
منذ 5 سنوات
منذ 5 سنوات
Bazz Logo Download

استكشف محتوى ممتع ومشوق

انضم لأكبر تجمع للمجتمعات العربية على الإنترنت واستكشف محتوى يناسب اهتماماتك

تم نسخ الرابط بنجاح تم نسخ الرابط بنجاح
لقد تم ارسال الرمز بنجاح لقد تم ارسال الرمز بنجاح